من المحاسبة إلى الاستثمار: هل تقيس أرباحك على مستوى المشروع أم على مستوى الشركة؟

15 سبتمبر 2025 بواسطة
من المحاسبة إلى الاستثمار: هل تقيس أرباحك على مستوى المشروع أم على مستوى الشركة؟
manoshop, Mohamed Emad

في عالم الأعمال، يميل الكثيرون إلى النظر إلى الأرباح من منظور كلي: "هل الشركة تحقق ربحاً في نهاية العام أم لا؟" لكن المدير المالي الخبير يدرك أن هذا السؤال وحده لا يكفي. فالأرباح الإجمالية قد تخفي وراءها مشاريع خاسرة تستهلك موارد الشركة وتقلل من هامش الربح، بينما تقوم مشاريع أخرى بالتعويض عن خسائرها.

هنا يكمن الفرق بين المحاسبة التقليدية والاستراتيجية المالية المتقدمة.

الخطر الخفي: الربحية المضللة

قد تبدو الميزانية العامة للشركة إيجابية، لكن عند تحليل كل مشروع على حدة، قد تجد أن مشروعاً بعينه يستهلك وقتاً وجهداً وموارد هائلة، بينما يعود على الشركة بأرباح هامشية أو حتى خسائر. هذا "الربح المضلل" يمنع الشركة من توجيه مواردها بشكل أكثر فعالية نحو المشاريع الأكثر ربحاً.

التحول إلى العائد على رأس المال (ROIC) على مستوى المشروع

المدير المالي الخبير لا يكتفي بقياس العائد على الاستثمار (ROI) على مستوى الشركة. بل يحلل العائد على رأس المال المستثمر (ROIC) لكل مشروع على حدة.

ما هو العائد على رأس المال المستثمر (ROIC)؟ هو مؤشر يقيس كفاءة الشركة في استخدام رأس المال لتوليد الأرباح. وعند تطبيقه على كل مشروع، فإنه يساعد على الإجابة على أسئلة حيوية مثل:

  • هل المشروع الحالي يستحق الاستمرار فيه أم أن موارده يجب أن توجه لمكان آخر؟
  • هل يمكن إعادة تخصيص رأس المال من مشروع أقل ربحية إلى مشروع آخر واعد؟
  • هل هناك مشاريع تستهلك رأس مال كبير جداً لتحقيق عائد قليل؟

 الأرقام كأداة للقرار

المدير المالي الخبير يحول البيانات المالية من أداة للمحاسبة إلى أداة للتخطيط الاستراتيجي. إن فهم الأداء المالي لكل مشروع على حدة يمنحك القوة والوضوح لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن الاستثمار والتوسع، ويزيح الستار عن "النمو الزائف".

"في نهاية المطاف، الأرقام لا تكذب. ولكنها لا تتحدث أيضًا. فصوتها يعلو فقط عندما يكون هناك من يعرف كيف يفسرها ويحولها إلى قرارات حقيقية.

هل تتفق معنا أن التحدي الحقيقي ليس في الحصول على الأرقام، بل في كيفية استخدامها؟